Alarmali Nawaf

إنشاء شارتك الخاصة Instagram

٢١ يونيو، ٢٠٠٧

إنها أكثر جنونا إلى حد ما، واسعارها بكثير، جراء أموال النفط

مزادات على الطريقة الروسية




كتب:إميلي فلين فينكات
لا تتسم مبيعات الأعمال الفنية عادة بالخشونة. ولكن مزاد الأعمال الفنية الأسبوع الماضي في دار "سوذبيز" للمزادات العلنية في لندن شذ عن هذه القاعدة. فخلال معركة ضارية على إحدى اللوحات، توعد مشتر روسي من القطاع الخاص هازلا بضرب منافسه قبل أن يكسب مزايدة بقيمة 2.5 مليون دولار، وهو أكثر من ضعفي قيمته المُقَدَّرة. وقبيل لحظات من ذلك، أفلت ببغاء أليف ضخم فيروزي اللون من على كتف مالكه المرصع بالجواهر، محلقا بشكل مسعور في أنحاء الغرفة. وقال الدلاّل: "لن يكون العرض عرضا روسيا من دون حدوث شيء من هذا القبيل".وينبغي على سوذبيز أن تدرك ذلك. فبفضل محدثي النعمة الروس، بات الفن الروسي السلعة الأكثر إثارة من نوعها في دور المزادات العلنية. فقد نقلت سوذبيز بالفعل أعمالا فنية روسية تربو قيمتها على الـ100 مليون دولار منذ يناير، بحيث إنها حققت معدل مبيعات أطاح بالإجمالي القياسي العائد للعام الماضي والبالغ 150 مليون دولار. والأسبوع الماضي أقامت دار "كريستيز" للمزادات في لندن أول مزاد علني روسي لها على الإطلاق، بحيث إنها جنت مبلغا مثيرا للإعجاب قدره 36 مليون دولار، وحققت رقما قياسيا عالميا تمثل بأعلى سعر يُدفَع على الإطلاق مقابل لوحة في مزاد علني روسي (وهي لوحة "رينيو" لقسطنطين سوموف بقيمة 7.3 مليون دولار). ومن المرجح أن يبلغ إجمالي مبيعات الأعمال الفنية الروسية، والتي لم تتجاوز الـ25 مليون دولار في المزادات في عام 2002، 10 أضعاف في العام الجاري. وتقول جوانا فيكري، رئيسة قسم الفن الروسي في سوذبيز في لندن: "النمو هائل بكل ما في الكلمة من معنى. إن ما نراه هو إنشاء سوق جديدة بالكامل".بدأ الاهتمام الدولي بالفن الروسي يتشكل بادئ ذي بدء عندما تولى ميخائيل غورباتشوف السلطة في الكرملين في عام 1985. ولكن في ظل قيادة بوريس يلتسين، احتلت المافيات وجرائم القتل موقع الصدارة بدلا من الفن والثقافة. وفي عام 1994، أغلقت حكومة يلتسين اثنين من استوديوهات الفنانين الرئيسيين، بحيث إنها شلت فعليا الوسط الفني في البلاد.وتعكف القلة الحاكمة على إعادة افتتاح هذا الوسط الفني. وفي طليعة هذا الحشد، شخصيات معروفة على نطاق واسع من أمثال بوريس بيرزوفسكي، أحد أثرياء النفط المنفي، وفيكتور فكسلبيرغ، الذي اشترى كامل مجموعة فوربز من بيض الفصح من ماركة "فابريجي" عام 2004 مقابل مبلغ كبير قدره 90 مليون دولار. غير أن هناك الكثير من المشترين غير المعروفين الذين يتلقفون السلع المنتجة في وطنهم أيضا، فـ80 بالمائة من الأعمال الفنية الروسية يشتريها الروس أنفسهم. ويقول بيار بروتشت، وهو جامع بارز للأعمال الفنية: "ثمة شعور قوي بأن الأغنياء الروس يريدون استعادة تراثهم".وهناك قدر كبير من التراث الغني لكي يُشتَرَى، فمنمنمات فابريجي، والخزف الإمبراطوري، وتصميمات أزياء شركة "باليه روسز" وأطباق دعائية سوفييتية تباع كلها بأسعار قياسية. وفي السنوات الخمس الماضية، ازداد متوسط قيمة اللوحة الروسية بمعدل خمسة أضعاف. والتضخم يحدث بسرعة كبيرة بحيث إنه حتى خبراء سوذبيز لا يستطيعون مواكبته. وفي مزاد الثلاثاء، بيعت قطع عدة مقابل ستة أضعاف قيمتها المُقَدَّرَة.ويطرح ذلك سؤالا واضحا: هل سينتهي هذا الازدهار في خضم بحر من الدموع، على غرار غيره من حالات الازدهار في الماضي؟ لقد أدى انهيار سوق الأعمال الفنية في عام 1990 إلى خسارة أعمال انطباعية بارزة نصف قيمتها في غضون ست سنوات فقط عندما انسحب المشترون اليابانيون فجأة من السوق. ولكن الخبراء من أمثال خبراء سوذبيز يعتقدون أن التدافع للحصول على الأعمال الفنية الروسية يستند إلى أساس وطيد، لأن التاريخ الثقافي والفني للبلاد غني للغاية، والحافز على استعادة الكنوز المفقودة لا يُرَجّح له أن يذوي قريبا. فعندما اشترى فكسلبيرغ البيضات الامبراطورية، قال في حينه: "لقد كانت هذه فرصة لكي أعيد لبلادي أحد أَجَلّ كنوزها قدرا". ويرغب محدثو نعمة روس آخرون في تعليق أعمال الفنانين الأسطوريين على جدرانهم لكي يثبتوا منزلتهم هم، بالطريقة نفسها التي جمع فيها صناعيو أوائل القرن الـ20 في أمريكا ــ من أمثال آل فريكس وكارنيغي ــ أعمال الأساتذة القدماء. وأخيرا، يرى آخرون في الفن الروسي بكل بساطة فرصة استثمارية ممتازة، بينما تواصل الأسعار المزدهرة ارتفاعها السريع. وتقول فيكري من سوذبيز: "هذه ليست فقاعة". وقد راهنت دار المزادات هذه بأموالها أخيرا على ذلك عبر افتتاح فرع دائم في موسكو.في غضون ذلك، لا تتوقف المجموعة الجديدة من المشترين عند الفن الروسي. فالجامعون الروس يرفعون أسعار أنواع فنية دارجة أخرى مثل الانطباعية والفن الحديث، شأنهم في ذلك شأن اليابانيين في ثمانينات القرن الماضي. فالعام الماضي دفع شخص روسي لم يُكشَف عن اسمه مبلغا قدره 95 مليون دولار مقابل لوحة "دورا مار مع قطة" لبيكاسو، ما جعل منها ثاني أغلى لوحة تُباع على الإطلاق. وفي مزادات ضخمة للفن المعاصر أقيمت في نيويورك الشهر الماضي، سجلت كريستيز وسوذبيز معا أسعارا بالروبل الروسي للمرة الأولى. والأسبوع الماضي تدفق المئات من الأثرياء الروس على معرض "بينالي البندقية" الشهير للفنون على متن طائرات خاصة ويخوت، ما أدهش المنظمين الذين كانوا يتوقعون العشرات فقط. خلاصة القول: استعدوا للمزيد من المشاجرات، والببغاوات وغير ذلك من الإثارة في أكثر المزادات رقيا في العالم.


NewsWeekالمصدر

ليست هناك تعليقات:

مرحبا بكم أتمنى أن تقضو هنا وقتا ممتعا
© حقوق الطبع محفوظه نواف الأرملي

Welcome ihope you enjoy my blog thanks
All rights reserved© Nawaf al armali