Alarmali Nawaf

إنشاء شارتك الخاصة Instagram

٠١ أغسطس، ٢٠٠٦

شاعر من الكويت

محمد فايز العلي . ـ ولد عام 1938 وتوفي عام 1991 . ـ عمل موظفا في وزارة الكهرباء ، ثم موظفا في القسم الادبي في الاذاعة الكويت ـ دواوينة الشعرية كثيرة منها مذكرات بحار النور من الداخل الشمس والطين " رسوم النغم المفكر . بقايا الواح ،" وصدرت له " المجموعة الشعرية عام 1986 .


تحدّي


الدّقل : سارية السفينه

الشاعر محمد الفايز

مذكرات بحار


المذكرة الثالثة
أحلى ليالينا الليالي المقمراتْ
حيثُ النجومُ الغارقاتْ
في الضوء كالأعراس في كهفٍ مُضاءْ
حيث السَّماءْ
في البحر ترسُمُ عالمًا نشوان من نورٍ وماءْ
يجتثّنا ويطير فينا في الفضاء
للحور. للجنّات. للدُّنيا الجميله
عندي حكاياتٌ لها من «ألف ليله»
من «شهرزاد» وليلها المخمور. ليلِ الحالماتْ
الشّارباتِ الماء من شط النجومْ
مثل التي كانت تغنِّي للغيومْ
فتصير نارًا ثمَّ تُمطر. والحياةْ
مملوءةٌ بالسِّحر. حيثُ السَّاحراتْ
قد كنَّ ربَّات البيوت العامراتْ
ونظلّ نحلُم بالقصور. وبالدَّهاليز الطَّويله
تلك التي قد صوَّرتْها شهرزادُ بألف ليله
والدُّودُ في بطني يُشارِكُني غذائي. والوجارْ
خالٍ بلا قدرٍ. وأسماكُ البحارْ
أكلتْ ونامت. والصِّحابْ
يتحدثون عن الموائد في القصور
وعن التي كانت تُعطِّر خِدرَهَا المسحورَ من أشهى العطور
وعن الضَّفائر عندما تُطوى على نهدٍ وجيد
وعلى سفينتنا القمرْ
يضوي ولا يُعطي كتنُّورٍ بعيد
كسفينة بيضاءَ عَالية الشراع
أو مثل شبّاكٍ مُضاء
تحت السّماء
ونروح نستوحيه كالشُّعراء نشكيه الهيام
حتى ننام
يا ربُّ يا ملكًا تعالى في سماه
يا أيها الأبديّ يا نورًا نراه ولا نراه
دعنا نَنمْ. وبلا غيوم
ودع المقرْ
يضوي علينا والنُّجوم بلا مطر
نحن العراة المبحِرينَ مع المخاطر والمنون
رباه لا تُمطرْ علينا فالزَّوابع والرِّياح
تأتي مع المطر الذي يروي الأقاح
والتّين والزّيتون في أرض «الغجرْ»
رباه إنّ الأرض تُزهرُ بالمطر
لكنَّنا سنضيع نحن وينطفي ضوءُ القمر
وتهبُّ عاصفةٌ ويَحتَِدم الظلام
وتذوب أنوارُ السماء وينتهي حلمُ النِّيام
السَّاهرين مع القمر
والشَّاربين الخمرَ من كأس السَّهر
ويطير قنديلٌ وتضطربُ السّفينه
كضلوع مُومسةٍ تؤرِّقها خطاياها الدَّفينه
البحر ثار
يا أيها البَحَّارةُ الشّجعان إنّ البحرَ ثار
ألقوا الشِّراع
وارموا إلى البحر الحمولةَ والمتاع
فالحوتُ والأسماكُ جائعةٌ. وأمطارُ السّماء
هيهات تَغسِلُ حقد حوتٍ. والرجال
في البحر تُعرف ما معادنُها. هضابٌ أم جبال
شُدّوا الحبال
وتعادلوا فالبحرُ يعرف ما الحرامُ من الحلال
والرّيحُ ضدّ البحر والبحَّار من ماضي الزَّمان
ونروح نقرأ بعض آيات الكتابْ
فالموتُ في غرقٍ عذاب
لكنَّ تجّار السفينة هؤلاء يُفضِّلون
موتي وموت الآخرين
وفناء كل الأرض. كل العالمين
كل الوجود. ولا يرون
أموالهم تُرمى لقاع البحر. تجَّارُ البحارْ
أقسى علينا من رياح البحر والحوت الكبيرْ
ونروح نلعنهم كما لعنَ الكتاب
كفّار مكَّةَ» والذي سحَّ السَّحاب
أحنى علينا من جميع الناس. يا قمرَ السَّماء
عيناك أقوى من عيونهم المريضة. والنجوم
ستشعُّ ثانيةً وتحترقُ الغيوم
ونعود نحلُم بالجِنان وبالقِيان وبالدَّهاليزالطويلهْ
تلك التي قد صوَّرتْها «شهرزدا» سميرةُ الملك الجميله
--------------------------------------------------------------
الشاعر أحمد مطر
عن الشاعر ولد أحمد مطر في مطلع الخمسينات، ابناً رابعاً بين عشرة أخوة من البنين والبنات، في قرية (التنومة)، إحدى نواحي (شط العرب) في البصرة. وعاش فيها مرحلة الطفولة قبل أن تنتقل أسرته، وهو في مرحلة الصبا، لتقيم عبر النهر في محلة الأصمعي.وكان للتنومة تأثير واضح في نفسه، فهي -كما يصفها- تنضح بساطة ورقّة وطيبة، مطرّزة بالأنهار والجداول والبساتين، وبيوت الطين والقصب، واشجار النخيل التي لا تكتفي بالإحاطة بالقرية، بل تقتحم بيوتها، وتدلي سعفها الأخضر واليابس ظلالاً ومراوح.
اضطرالشاعر، في النهاية، إلى توديع وطنه ومرابع صباه والتوجه إلى الكويت، هارباً من مطاردة السُلطة.وفي الكويت عمل في جريدة (القبس) محرراً ثقافياً، وكان آنذاك في منتصف العشرينات من عمره، حيث مضى يُدوّن قصائده التي أخذ نفسه بالشدّة من أجل ألاّ تتعدى موضوعاً واحداً، وإن جاءت القصيدة كلّها في بيت واحد. وراح يكتنز هذه القصائد وكأنه يدوّن يومياته في مفكرته الشخصيّة، لكنها سرعان ما أخذت طريقها إلى النشر، فكانت (القبس) الثغرة التي أخرج منها رأسه، وباركت انطلاقته الشعرية الإنتحارية، وسجّلت لافتاته دون خوف، وساهمت في نشرها بين القرّاء.وفي رحاب (القبس) عمل الشاعر مع الفنان ناجي العلي، ليجد كلّ منهما في الآخر توافقاً نفسياً واضحاً، فقد كان كلاهما يعرف، غيباً، أن الآخر يكره ما يكره ويحب ما يحب، وكثيراً ما كانا يتوافقان في التعبير عن قضية واحدة، دون اتّفاق مسبق، إذ أن الروابط بينهما كانت تقوم على الصدق والعفوية والبراءة وحدّة الشعور بالمأساة، ورؤية الأشياء بعين مجردة صافية، بعيدة عن مزالق الإيديولوجيا.وقد كان أحمد مطر يبدأ الجريدة بلافتته في الصفحة الأولى، وكان ناجي العلي يختمها بلوحته الكاريكاتيرية في الصفحة الأخيرة.ومرة أخرى تكررت مأساة الشاعر، حيث أن لهجته الصادقة، وكلماته الحادة، ولافتاته الصريحة، أثارت حفيظة مختلف السلطات العربية، تماماً مثلما أثارتها ريشة ناجي العلي، الأمر الذي أدى إلى صدور قرار بنفيهما معاً من الكويت، حيث ترافق الإثنان من منفى إلى منفى. وفي لندن فَقـدَ أحمد مطر صاحبه ناجي العلي، ليظل بعده نصف ميت. وعزاؤه أن ناجي مازال معه نصف حي، لينتقم من قوى الشر بقلمه.ومنذ عام 1986، استقر أحمد مطر في لندن، ليُمضي الأعوام الطويلة، بعيداً عن الوطن مسافة أميال وأميال، قريباً منه على مرمى
حجر، في صراع مع الحنين والمرض، مُرسّخاً حروف وصيته في كل لافتـة يرفعها
.
نعم أنا إرهابي
الغربُ يبكي خيفـةً
إذا صَنعتُ لُعبـةً مِـن عُلبـةِ الثُقابِ .
َهْـوَ الّذي يصنـعُ لي
مِـن جَسَـدي مِشنَقَـةً
حِبالُها أعصابـي !
والغَـربُ يرتاعُ إذا
أذعت ، يومـاً ، أَنّـه
مَـزّقَ لي جلبابـي
وهـوَ الّذي يهيبُ بي
أنْ أستَحي مِنْ أدبـي
وأنْ أُذيـعَ فرحـتي
ومُنتهى إعجابـي ..
إنْ مارسَ اغتصـابي !
والغربُ يلتـاعُ إذا
َعبـدتُ ربّـاً واحِـداً
في هـدأةِ المِحـرابِ .
وَهْـوَ الذي يعجِـنُ لي
مِـنْ شَعَـراتِ ذيلِـهِ
ومِـنْ تُرابِ نَعلِـهِ
ألفـاً مِـنَ الأربابِ
ينصُبُهـمْ فـوقَ ذُرا
مَزابِـلِ الألقابِ
لِكي أكـونَ عَبـدَهُـمْ
وَكَـيْ أؤدّي عِنـدَهُـمْ !
شعائرَ الذُبابِ !
وَهْـوَ .. وَهُـمْ
سيَضرِبونني إذا
أعلنتُ عن إضـرابي .
وإنْ ذَكَـرتُ عِنـدَهُـمْ
رائِحـةَ الأزهـارِ والأعشـابِ
سيصلبونني علـى
لائحـةِ الإرهـابِ
رائعـةٌ كُلُّ فعـالِ الغربِ والأذنابِ
أمّـا أنا، فإنّني
مادامَ للحُريّـةِ انتسابي
فكُلُّ ما أفعَلُـهُ
نـوعٌ مِـنَ الإرهـابِ !
** هُـمْ خَرّبـوا لي عالَمـي
فليحصـدوا ما زَرَعـوا
إنْ أثمَـرَتْ فـوقَ فَمـي
وفي كُريّـاتِ دمـي
عَـولَمـةُ الخَـرابِ هـا أنَـذا أقولُهـا .
أكتُبُهـا .. أرسُمُهـا ..
أَطبعُهـا على جبينِ الغـرْبِ
بالقُبقـابِ :
نَعَـمْ .. أنا إرهابـي
زلزَلـةُ الأرضِ لهـا أسبابُها
إنْ تُدرِكوهـا تُدرِكـوا أسبابي .
لـنْ أحمِـلَ الأقـلامَ
بلْ مخالِبـي !
لَنْ أشحَـذَ الأفكـارَ
بـلْ أنيابـي !
وَلـنْ أعـودَ طيّباً
حـتّى أرى
شـريعـةَ الغابِ بِكُلِّ أهلِها
عائـدةً للغابِ .
نعَـمْ .. أنا إرهابـي .
أنصَـحُ كُلّ مُخْبـرٍ
ينبـحُ، بعـدَ اليـومِ، في أعقابـي
أن يرتـدي دَبّـابـةً
لأنّني .. سـوفَ أدقُّ رأسَـهُ
إنْ دَقَّ ، يومـاً، بابـي

ليست هناك تعليقات:

مرحبا بكم أتمنى أن تقضو هنا وقتا ممتعا
© حقوق الطبع محفوظه نواف الأرملي

Welcome ihope you enjoy my blog thanks
All rights reserved© Nawaf al armali