ولدت سعاد العطار في بغداد عام 1942، وتفجرت موهبتها الفنية في عمر مبكر لتؤسس نفسها كفنانة عبر العديد من المعارض التي كانت باكورتها وهي في سن السادسة عشرة، وغادرت إلى لندن عام 1976 لكن دون أن تفقد الصلة مع الوطن الأم. وبينما كانت أعمالها في البداية تغوص في الموضوعات الرومانسية والانطباعية، ... إلا أن بؤرة اهتماماتها الفنية تحولت إلى العراق حينما بدأت التراجيديا العراقية في التشكل. تخرجت من كلية البنات عام 1964 - وقبل هذا حصلت على دبلوم رسم من كليفورنيا عام1960. أول بورتريه رسمته في حياتها وهي طفلة، هو لشقيقتها الصغرى ليلى وتذكر أول معرض لها وهي في السادسة عشر من العمر. وفي عام 1963 أقامت أول معرض شخصي لامرأة في بغداد. وتقول سعاد العطار "كان من الطبيعي في أول مرحلة من حياتي الفنية أن أتأثر بالطبيعة وأرسم الشارع والسوق وما إلى ذلك من مظاهر الحياة اليومية في بغداد". تأثرت سعاد العطار كغيرها من الفنانين العراقيين بالتراث المتراكم الذي خلفته الحضارات المتتابعة في بلدها العراق. وهناك تأثير ملحوظ بالمدرسة الواسطية في بغداد التي بدأها يحيى الواسطي في العصر العباسي الذي أبدع بتصوير مقامات الحريري. ونجد هذا التأثير برسمها للنخلة وكذلك في تكرارها للزخارف النباتية وفي اختيارها للألوان وخصوصاً اعتمادها في بعض لوحاتها على اللون الأزرق وهو لون ذو دلالة خاصة في الفن الإسلامي. ومما لاشك فيه ان الإسلوب الجرافيكي الثنائي الأبعاد يبدو ظاهراً في معظم لوحاتها وهو إسلوب ليس بالغريب على الفن الإسلامي الذي إعتمده للمحافظة على البعد الروحاني في العمل الفني. ولكن سعاد العطار ابتدعت إسلوباً خاصاً بها ميزها عن غيرها وجعل للوحاتها قيمة حضارية هامة. ففي بغداد تعتبر أعمالها ثروة قومية وهي لا تعلم مصير تلك الأعمال اليوم بعد أن تعرض المتحف في بغداد للقصف ثم السرقة.
إنشغلت سعاد العطار لسنين بتجسيدها للمرأة بصور مختلفة فالمرأة بالنسبة إليها هي الدنيا هي القمر هي الشجرة التي لا تكف عن العطاء. ثم انتقلت باهتمامها اللامحدود بالرابطة الروحانية التي تربط المرأة بالرجل مقتفية أثر تلك العلاقة منذ بداية الوجود الإنساني كالعلاقة بين ادم وحواء ومروراً بالقصص الأسطورية من الحضارات السومرية والأشورية والعباسية وحتى يومنا هذا. كل هذا عبرت فيه سعاد عن رومانسيتها حيث تقول "أردت دوماً أن أعبر عن ذلك الخيط الخفي الذي يتعدى مستوى الغرائز الإنسانية تلك العلاقة التي تربط المرأة بالرجل منذ قديم الأزل". أعمالها الأخيرة ذات طابع قصصي يمكن تتبعه والتفاعل معه، هذا الطابع الذي يهتم فيه الآن الفنانون الأكاديميون في الغرب ويكرسون له الأبحاث أكثر من أي وقتٍ مضى. من لوحاتها ما استوحي من أقدم القصص المكتوبة التي عرفها الإنسان والتي اكتشفت في العصر الأشوري. تلك القصص المكتوبة على لوحات من الصلصال عن "غلغاميش" الملك السومري الأسطوري الذي كان يبحث عن عالم أبدي بلا نهاية والذي وقعت في حبه "عشتار" آلهة الحب فآلمها ولم يستجب لها. فرسمت امرأة ذات أجنحة على جسم ثور وحكت الإسطورة مستخدمةً إطارات مختلفة داخل لوحاتها لتروي القصة بأسلوب مرئي بذكاء بلا حاجة إلى كلمات. أقامت معارض شخصية / 1963 / 1965 / 1967 / 1968 / 1970 اشتركت في المعارض الوطنية التي اقيمت خارج العراق. عضوة في نقابة الفنانين العراقيين. عضوة في جمعية التشكيليين العراقيين.